عرب في بريطانيا يطلقون نداء للوحدة وتشكيل لوبي عربي ضاغط ومؤثر
لندن – «القدس العربي»: اختتمت في العاصمة البريطانية لندن أعمال مؤتمر الجالية العربية الأول والذي عقد دورته الأولى تحت عنوان دورة «الوفاء لأصدقاء فلسطين».
و دعا المؤتمرون إلى تشكيل لوبي عربي ضاغط ومؤثر في السياسة البريطانية لصالح القضية الفلسطينية، وكل القضايا العربية، كما نصت توصياته على ضرورة العمل على إنشاء مؤسسة عربية جامعة تكون مظلة لكل أبناء الجالية العربية ومجلسا أعلى ينسق بين كل الروابط والمؤسسات، كما أكد المؤتمرون على ضرورة تشجيع أبناء الجيل الثاني والثالث من الجالية العربية على الانخراط في العمل التطوعي والنشاط الطلابي والسياسي لتعزيز الاندماج الإيجابي والمشاركة السياسية والمجتمعية والدعوة لإطلاق إذاعة عربية خاصة بالجالية العربية تعالج قضاياها وتبحث همومها، وترجمة التضامن الواسع مع القضية الفلسطنية إلى فعل سياسي في البرلمان، وصوغ استراتيجية انتخابية تستثمر الثقل الانتخابي الكبير للبريطانيين العرب في إيصال نواب عرب للبرلمان، وكذلك دعا المؤتمر إلى الاندماج الإيجابي في المجتمع دون الذوبان.
وقال محمد أمين رئيس تحرير «منصة عرب لندن»، المنصة المنظمة للمؤتمر أن المجلس الاستشاري لمؤتمر الجالية العربية قرر أن تكون الدورة الأولى بعنوان» دورة الوفاء لأصدقاء فلسطين» تكريما للعديد من المناصرين للقضية الفلسطينية من مختلف الخلفيات، ومنهم الأطباء البريطانيين الذين تطوعوا للعمل في غزة كالدكتور غريم غروم والدكتورة فيكتوريا روز والذين تم تكريمهم في المؤتمر.
وفي كلمته في الجلسة الافتتاحية لفت أمين إلى أن الجالية العربية في بريطانيا تواجه تحدياتٍ عديدةٍ، أولها حرب الإبادة التي تتواصل على قطاعِ غزة للعام الثاني على التوالي، والتي شكلت صدمةً لكل المؤمنين بحقوق الإنسان والعدالة والقوانين الدولية، حيث شاهد الجميع تلك القوانينَ وهي تفشلُ في منع القتل والتجويع والإبادةِ على مدار عام، كذلك ثمة تحدياتٌ عديدةٌ تواجهها الجالية العربية بحسب أمين منها تحديات ٌفي تصاعد الخطاب السياسي اليميني وصعود أحزابٍ معاديةٍ للأقليات والمهاجرين، وأخرى لها علاقةٌ بالاندماج في المجتمع البريطاني، إضافة لتحديات اقتصادية وثقافية عديدة.
من جهته دعا السفير الفلسطيني في بريطانيا الدكتور حسام زملط إلى إعادة تفعيل دور روابط واتحادات الجاليات العربية والتنسيق بينها للإفادة من الوجود العربي والإسلامي الكبير في بريطانيا والذي يشكل كتلة انتخابية وازنة.
ولفت زملط إلى أن التغير الكبير في الرأي العام في بريطانيا لصالح الرواية الفلسطينية والحقوق الفلسطينية، وأكد على أن التغيير في المملكة المتحدة مهم جدا، وينبئ بتحولات كبرى على مسار التعاطي الدولي مع القضية الفلسطينية، وهذا برأيه جراء جهود كبيرة للجالية العربية ولأنصار فلسطين وأصدقائهم.
وكان ضيف الشرف لدورة المؤتمر الأولى الدكتور مصطفى البرغوثي الشخصية الوطنية الفلسطينية المعروفة ،والأمين العام لحركة المبادرة الوطنية والذي شدد في كلمته على الدور بالغ الأهمية للجالية العربية في بريطانيا تحديدا،ولكل الجاليات العربية في الغرب في معركة الرواية، لافتا إلى أن تلك التظاهرات الكبيرة التي جابت لندن وعواصم الغرب زلزلت أركان دولة الاحتلال وعرتها أخلاقيا وكشفت حقيقة المشروع الصهيوني البشعة حيث لا يوجد حلول وسط مع الحركة الصهيونية، داعيا الجالية العربية لتوحيد جهودها وتمتين جبهتها والبناء على ذلك في البرلمان والتأثير السياسي على الحكومات الغربية لصالح القضية الفلسطينية التي باتت قضية عدالة دولية.
البرغوثي أشار إلى أنه ورغم الإبادة الكبرى في غزة، فإن الشعب الفلسطيني صامد على أرضه وينبغي أن تنصب كل الجهود في الداخل والخارج على دعم صمود الشعب الفلسطيني في أرضه، وقبل ذلك ضرورة مواصلة الضغط لوقف حرب الإبادة التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا.
وعبر صباح المختار رئيس جمعية المحامين العرب والرئيس الفخري لمؤتمر الجالية العربية عن سعادته بانطلاق أولى دورات المؤتمر، مشيرا إلى أن الجالية تحتاج للجلوس على طاولة واحدة للتشاور والتحاور ووضع حلول لما تواجهه من تحديات، أولها أبناء الجيل الثاني والثالث والحفاظ على هويتهم ومنع ذوبانهم، داعيا للاندماج الإيجابي في المجتمع، ومؤكدا على الدور المركزي للجالية في دعم القضية الفلسطينية.
وتحدث الدكتور غريم غروم الطبيب البريطاني الشهير الذي ذهب هو والطبيبة فيكتوريا روز لغزة ووثقا سويا المذبحة هناك بفيديوهات شهيرة على منصات التواصل الاجتماعي، تحدث عن أهوال ما رآه، داعيا لوقف تلك الحرب، وقال أن تلك الرحلة هي من أهم ما أنجره في حياته، فيما سجلت الدكتورة فيكتوريا فيديو خاص للمؤتمر شكرت فيه الجالية العربية على التكريم وأكدت مواصلتها دعم القضية الفلسطينية.
وكرم المؤتمر بحضور السفير الفلسطيني حسام زملط، والدكتور مصطفى البرغوثي عدد من الشخصيات العربية البارزة وأصدقاء الشعب الفلسطيني، حيث تم تكريم الدكتور غريم غروم والدكتورة فيكتوريا روز والإعلامية والناشطة البريطانية الدكتورة مريام فرانسو والبروفيسور أمين الحبايبة مدير مركز ابتكار المنتجات في جامعة «نوتنغهام ترنت»،والصحافي المغربي الراحل أيوب الريمي عن جهوده ووفائه لفلسطين وتسلمت زوجته الجائزة، كما تم تكريم مدير حملة التضامن مع فلسطين بن جمال و بطل الشطرنج الدولي الرياضي جلال شاهين.
يشار إلى أن «مؤتمر الجالية العربية» تأسس بلندن في يونيو/حزيران 2023 بمبادرة من منصة «عرب لندن» واستطاع أن يحشد عدداً كبيراً من المثقفين والصحافيين والكتاب وأساتذة الجامعات من مختلف أبناء الجالية العربية في بريطانيا ليكون مظلة جامعة لهم، كما أن المؤتمر يضم في عضويته ممثلين عن أغلب الجاليات العربية.
مصدر الخبر: القدس العربي (الرابط)